أبو هديب: إعمار غزة معركة جديدة

mainThumb
أبو هديب: إعمار غزة معركة جديدة تتطلب إرادة دولية وضغطًا على نتنياهو للالتزام بالاتفاق

16-10-2025 05:49 PM

printIcon

(أخبار اليوم – صفوت الحنيني)

قال النائب السابق الدكتور محمد أبو هديب إن أهم ما تحقق في المرحلة الأخيرة هو وقف الإبادة الجماعية وإنهاء الحرب التي استمرت لعامين، وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى، إلى جانب تدمير واسع للبنى التحتية والقطاعات الصحية والتعليمية في قطاع غزة. وأوضح أن المرحلة المقبلة لا تقل صعوبة عن الحرب العسكرية، إذ تبدأ الآن ما سماه بـ“حرب الإعمار”، التي تحتاج إلى جدية والتزام دولي حقيقي لتنفيذ بنود الاتفاق.

وبيّن أبو هديب أن حجم الدمار في غزة هائل، وأن عملية إعادة الإعمار تتطلب تدفق المساعدات الدولية بمليارات الدولارات، مشيرًا إلى أن ما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ يجب أن يُترجم على أرض الواقع من خلال التزامات واضحة من الدول الراعية، لافتًا إلى أن التجارب السابقة أظهرت أن الوعود الكبيرة غالبًا لا تُنفذ بعد انتهاء الأزمات.

وأشار إلى أن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة لا يمكن الوثوق بالتزامهم، خصوصًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه تهديدات بمحاكمته بتهم الفساد، ما يدفعه إلى المماطلة أو التملص من الاتفاقيات للبقاء في الحكم، على الرغم من الإطراءات التي تلقاها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحتى من طلب العفو الذي تقدم به إلى رئيس "إسرائيل".

وأكد أبو هديب أن تنفيذ بنود الصفقة يتوقف على الإرادة الأمريكية والدولية، وعلى مدى الضغط الممارس على الحكومة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن إدخال المساعدات الإنسانية ما زال يجري ببطء شديد، إذ لم يُسمح بعد بدخول أكثر من 160 شاحنة فقط من أصل 1000 شاحنة متفق عليها يوميًا، كما لم تُفتح جميع المعابر بشكل كامل.

وأوضح أن المرحلة الأولى من الاتفاق المتعلقة بالأسرى كانت محورية ومهمة، لكنها تمهّد لمرحلة أكثر تعقيدًا تتعلق بإعادة الإعمار، مؤكدًا أن هذه العملية تحتاج إلى مؤتمر دولي شامل لتأمين التمويل وضمان تنفيذ التعهدات، إضافة إلى تحديد الجهة التي ستدير غزة في المرحلة الانتقالية، بعد أن طُرح اسم توني بلير لقيادة إدارة مدنية لا تشارك فيها لا حماس ولا السلطة الوطنية الفلسطينية، إلى جانب طرح مسألة نزع سلاح المقاومة، وهي قضايا وصفها بـ“الشائكة والمعقدة”.

وختم أبو هديب حديثه بالتأكيد على أن الأولوية الآن هي لإدخال المساعدات العاجلة للنازحين وتوفير المأوى قبل حلول فصل الشتاء، إلى جانب استئناف العملية التعليمية والخدمات الصحية. وأضاف أن "الطريق ما يزال طويلًا وصعبًا"، لكن الأمل معقود على التزام الدول الضامنة وضغطها الجاد على الحكومة الإسرائيلية، وعلى الدور الحاسم للرئيس ترامب في ضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني الذي عانى كثيرًا في هذه المحنة الإنسانية العصيبة.