هذه الحكومة تريد أن تتبع نهجا مختلفا في إدارة الملفات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية .
اجراءاتها تدل على ذلك وهي تنفي عنها صفة تيسير الأعمال فقررت أن تبدأ تنفيذ المشاريع الكبرى بدءا من العام القادم لكنها لم تغفل المعالجات اليومية والمشاكل واتخذت قرارات ذات طبيعة خدمية واقتصادية بلا شك كان لها اثر بالغ .
إذا كان الملف الاقتصادي مهما فان الملف الإداري يبدو اكثر تعقيدا .
لا زالت تصريحات الرئيس جعفر حسان تتردد فالوزير يجب أن يتابع أعمال اصغر موظف في وزارته للتأكد من الروح التي تحملها رسالة الحكومة في نهجها تصل وتسري في جسد كل الحكومة وليس الوزراء فقط بل المدراء العامون ورؤساء المؤسسات وغيرها من الأجهزة المدنية والأمنية التنفيذية .
هناك ثقافة ترسخت على مدى عقود هيمنت على ذهنية الموظف العام.
هذه الثقافة تحتاج الى تغيير. بل تحتاج لان تنقلب راسا على عقب فهي لا تتغير بفعل الزمن وانتظار تداول الاجيال لا يتوافق مع ضيق الوقت الذي يعني عدم استثماره تفويت الفرص.
من الامثلة: ان الموظف مثلا يعتقد انه يحتكر المعلومات وهي غير قابلة للتداول وكانها اسرار تخصه يحتفظ بها لنفسه وما ذلك الا مبرر لرفض معاملة لا لشيء لمجرد انها لا تروق له او لانه لايريد لها ان تمر لغاية في نفس يعقوب.
يحدث هذا في كثير من المؤسسات والدوائر!!. لا يجوز للموظف ان يجيب مواطنا او مراجعا او مستثمرا رفض معاملته لانه يحتفظ بالاسباب او انه ليس مخولا للافصاح عنها، من حق المراجع ان يعرف اسباب الرفض ليتمكن من تصويبها والا فان ذلك يفتح الباب واسعا امام الواسطة والمحسوبية وربما الرشوة .
كذلك الأمر في كل التعامل مع كل القطاعات فالموظف الذي يراقب أعمال القطاع الخاص يجب ان يكون خاضعا للمراقبة والمتابعة حول مدى التزامه النزاهة والقانون .
صحيح أننا نمر في ظروف إقليمية صعبة لكن ذلك لا يجب أن يكون مبررا للانكفاء وللتباطؤ وتعطيل الأعمال وتوجيه النقد لكل فعالية او مؤتمر او احتفال او مهرجان ثقافي او فني او غنائي هنا او هناك
بعيدا عن بعض ممن يختبئون خلف منصات التواصل الاجتماعي ، مرفوض تماما من أي موظف مسؤول في هذه المجالات ان يمارس أهوائه ومعتقداته فهي ليست فوق القانون كما يريد ان يعتقد .
غاية الاصلاح الاداري هو المواطن كما تقول مصفوفة الاصلاح الاداري سواء تو افقنا على صفتها ام لم نتوافق.. المهم هو ما يريد المواطن من حكومته او من القطاع العام الذي يمتلك مفاتيح الخدمات.
الاصلاح الاداري هو الذي ينبذ التعقيدات ويحارب الترهل والبيروقراطية السلبية ويغلق الباب امام اية فرصة تتسلل منها الواسطة والمحسوبية والرشوة.
الموظف هو تكريس لهذا الإصلاح المنشود وممارساته هي النموذج والمقياس لنجاحه والرسالة يجب أن تصل بقوة وجدية .