أخبار اليوم - الكثير من مستخدمي النقل الذكي، خصوصًا من تعاملوا مع تطبيق "كريم" سابقًا قبل دمجه مع "أوبر"، لاحظوا تغييرات جوهرية في أسلوب عمل التطبيق بعد التحديث الجديد. هذه التغييرات لم تمر مرور الكرام، بل خلقت حالة استياء واسعة دفعت أعدادًا كبيرة من المستخدمين للتفكير بالعودة إلى التكسي الأصفر كخيار أسهل وأقل تعقيدًا.
أحد أهم التغييرات التي أزعجت المستخدمين هو إلغاء خيار الدفع المسبق داخل التطبيق. سابقًا، كان بإمكان الراكب إضافة رصيد واستخدامه تلقائيًا مع الرحلات دون الحاجة للدفع نقدًا في كل مرة، وهذا كان مناسبًا لطلاب الجامعات والعاملين الذين يستخدمون هذه التطبيقات بشكل متكرر. اليوم، أُزيل هذا الخيار تمامًا، وأصبح الدفع إما نقدًا أو عبر البطاقة فقط.
أما النقطة الأكثر إرباكًا فهي إلزام الراكب بتحديد نقطة الانطلاق والوجهة الدقيقة قبل تأكيد الطلب. في السابق، كان الراكب يطلب السيارة ثم يحدد الوجهة لاحقًا أو يوضحها للسائق أثناء الطريق، وهو ما يناسب طبيعة العناوين في الأردن حيث غالبية الوجهات ليست مواقع ثابتة أو معروفة على الخرائط، بل بيوت داخل أحياء وطرق فرعية لا تظهر بدقة على "غوغل ماب".
هذا التغيير جعل الرحلات أكثر تعقيدًا. أحد المستخدمين عبّر عن المشكلة بطريقة بسيطة حين قال:
"إذا بدي أروح على بيت ابني أو أختي أو أهلي، شو أحط؟ أقرب مسجد؟ أقرب مدرسة؟ وبعدين أمشي مع السائق 2 أو 3 كيلومترات؟"
هذا النوع من الإلزام الإلكتروني لا يناسب الواقع المحلي الذي ما يزال يعتمد على وصف المكان شفهيًّا أكثر من اعتماده على الإحداثيات الرقمية، الأمر الذي خلق فجوة بين ما يفرضه التطبيق وبين العادات اليومية للمستخدمين.
النتيجة ظهرت سريعًا: انخفاض واضح في الطلب على الرحلات، وعودة ملحوظة للتكسي الأصفر الذي ما يزال يعتمد الأسلوب البسيط المباشر: "من وين؟ ولين رايح؟" دون خرائط ولا التزام إلكتروني.
هذه التغييرات التي كانت تُسوّق كخطوة نحو تحسين جودة الخدمة، تحولت عمليًا إلى قيود أضعفت تجربة المستخدم، وأثرت على السائقين أيضًا بانخفاض الطلب وعدد الرحلات اليومية.
في النهاية، يبدو أن النقل الذكي بحاجة لإعادة تقييم ليتناسب مع البيئة المحلية قبل أن يتحول من حلّ عملي إلى سبب لإحياء طرق النقل التقليدية التي حاول تجاوزها.