عمان- أخبار اليوم - تالا الفقيه
قال مدير اتحاد المزارعين الأردنيين، محمود العوران، إن تراكم مديونية المزارعين جاء نتيجة ظروف معقدة ومتراكمة مر بها القطاع الزراعي خلال أكثر من عقد من الزمن، أبرزها إغلاق المنافذ الحدودية والتغيرات المناخية الحادة، الأمر الذي فاقم أوضاع المزارعين، ووضع ممتلكاتهم من أراضٍ وآليات ومعدات تحت طائلة الحجز القضائي والبيع في المزاد.
وشدد العوران على ضرورة التحرك العاجل للحفاظ على الأمن الغذائي الوطني، الذي لا يتحقق دون إنقاذ القطاع الزراعي، مشيرًا إلى أن المزارعين باتوا في حاجة ماسة إلى إعادة هيكلة القطاع من خلال تأهيل البنى التحتية، وتطوير آليات التسويق، وتوفير التمويل الميسر، إلى جانب إطلاق أنظمة تأمين زراعي فاعلة، ودعم الجمعيات التعاونية الإنتاجية والتسويقية.
وأكد العوران أن الحلول تبدأ من تطوير شبكات التسويق والتوزيع، وليس فقط تحسين الإنتاج، بل فهم ما يحتاجه السوق المحلي والأسواق التصديرية، والعمل على توجيه المزارعين نحو زراعات مستهدفة، تقلل الفائض وتحقق الربح. كما أشار إلى أهمية اعتماد “الإرشاد التسويقي” لفهم حاجات السوق بدلاً من الزراعة العشوائية.
ولفت إلى أن الاستثمار في الصناعات الغذائية التحويلية بات ضرورة ملحة، بدلاً من الاكتفاء بمصانع تعبئة وتغليف تقليدية، داعيًا في ذات السياق إلى دعم التوجه نحو الزراعة الذكية وغير التقليدية.
وأكد العوران على ضرورة وجود شراكة حقيقية وفاعلة بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني، من أجل صياغة حلول عملية ومستدامة، مشددًا على أن المزارع اليوم يشعر بأنه مشتت بين عدة مؤسسات رسمية، ولا بد من توحيد مرجعية القطاع الزراعي تحت نافذة واحدة تسهّل عليه الوصول إلى حقوقه ودعمه.