لماذا ينصح المتزوجون الشباب العازب بعدم الزواج؟

mainThumb
لماذا ينصح المتزوجون الشباب العازب بعدم الزواج؟

13-05-2025 03:34 PM

printIcon

أخبار اليوم - عواد الفالح - في كل مرة يُطرح فيها موضوع الزواج بين الأصدقاء أو في اللقاءات الاجتماعية، تنطلق عبارات تحمل طابع التحذير والمزاح في آن معاً، وكأن المتزوجين اتفقوا على رسم صورة قاتمة لهذه المؤسسة الإنسانية العريقة. وبين من يصف الزواج بأنه قيد ذهبي وآخر يراه نهاية للحرية وبداية للهموم، يبقى السؤال معلقاً: هل تلك التحذيرات مبنية على تجارب مريرة فعلاً، أم أنها مجرد نكات اعتاد عليها المجتمع؟ وفي المقابل، لماذا لا يأخذ العزاب هذه النصائح بجدية ويواصلون السعي نحو الزواج وكأنه الحلم الأسمى؟

ثم تأتي الإجابات محمّلة بتجارب الواقع، ما بين من يرى الزواج نعمة يجب أن تُحسن إدارتها، ومن يعتبره مغامرة محفوفة بالمخاطر... وبين هذا وذاك تبقى الحقيقة كامنة في تفاصيل الحياة اليومية لكل زوجين.

حين يصبح الزواج مادة للتندر... هل هي تجربة قاسية أم مجرد مبالغة؟

لا يكاد يخلو مجلس أو لقاء اجتماعي من تلك العبارات الساخرة التي يلقيها المتزوجون على مسامع العزاب: "ابقَ حرًا، ولا تقع في هذا الفخ"، أو "الزواج نهاية الأحلام وبداية الأقساط!". ومع تكرار هذه الجمل، يزداد التساؤل: هل يعكس المتزوجون حقائق عن معاناة خفية في حياتهم الزوجية، أم أنها مجرد نكات اجتماعية أصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية؟

الحقيقة أن الزواج كمؤسسة اجتماعية يظل هدفًا لمعظم الأفراد، رغم كل ما يقال عنه. فالمتزوج الذي يمزح بمرارة حول "القيود" و"المسؤوليات" يعود كل مساء إلى بيته حيث الاستقرار والمودة. وهنا يكمن التناقض الكبير: بين ما يُقال وما يُعاش فعلاً!

لماذا لا يأخذ العازب هذه النصائح على محمل الجد؟

رغم كثرة التحذيرات والنصائح الساخرة، يظل حلم الزواج يراود العزاب. فالسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يسعى العازب للزواج وقد سمع وقرأ ما يكفي من "قصص الرعب" عن الحياة الزوجية؟

الجواب ببساطة يكمن في الفطرة البشرية التي تميل إلى الاستقرار وتكوين الأسرة، إضافة إلى الأمل الدائم بأن تجربته ستكون مختلفة. العازب يسمع لكنه لا يصدق تمامًا، وربما يقول في قرارة نفسه: "أنا سأختار الشريك الصحيح وسأعيش حياة مختلفة"، أو "مشكلتهم أنهم لم يحسنوا الاختيار، أما أنا فلدي معايير واضحة".

كما أن بعض العزاب يرون في الزواج مخرجًا من وحدة قاتلة، أو سبيلاً لتحقيق ذاتهم عبر تكوين أسرة وحياة مستقرة. فحتى لو بدا الزواج للبعض "فخاً"، إلا أن الكثيرين يعتبرونه بوابة ضرورية لخوض تجارب الحياة بمذاقها الحلو والمر.

هل الزواج فشل حتمي أم سوء إدارة للتوقعات؟

كثير من المتزوجين الذين يُطلقون هذه التحذيرات، لم يفشلوا في زواجهم فعليًا، بل ربما وقعوا في فخ التوقعات غير الواقعية. يدخل البعض الحياة الزوجية بأحلام وردية تصطدم سريعًا بمتطلبات الواقع، من مصاريف والتزامات ومسؤوليات تتطلب صبرًا ومرونة وتنازلات متبادلة.

الحياة الزوجية ليست دائمًا سهلة، لكنها ليست جحيمًا كما يصورها البعض في لحظات الغضب أو المزاح الثقيل. وفي المقابل، من نجح في إدارة حياته الزوجية بتفاهم واحترام متبادل، نادراً ما يشارك تجربته الإيجابية على الملأ، فالحكايات السلبية دائمًا أكثر انتشارًا وجاذبية للحديث!


هل نستمع أم نخوض التجربة؟

تبقى التجربة الشخصية هي الفيصل في كل شيء. فالنصائح قد تأتي من باب المزاح أو الفضفضة، لكنها لا تصلح قاعدة عامة. الزواج مشروع إنساني معقد ومليء بالتحديات، لكنه في الوقت ذاته يحمل الكثير من الدفء والسكينة متى ما أحسن الطرفان إدارته.

لذا، إن كنت عازبًا وأرهقتك التحذيرات، اسأل نفسك: هل تخاف من الفشل أم أنك مستعد لتحدي التجربة؟ واعلم أن الزواج ليس "فخًا" بقدر ما هو امتحان دائم للنضج والتفاهم، قد تعبره بنجاح إن أحسنت الاختيار وأدرت الحياة بحكمة.

ففي النهاية، مهما قالوا ومهما سمعت، سيبقى القرار الأخير قرارك، والتجربة... تستحق أن تُعاش!