أخبار اليوم - عواد الفالح - حذر وزير الأشغال العامة والإسكان، المهندس ماهر أبو السمن، من تزايد الاعتداءات المتكررة على عناصر الطرق الحيوية مثل الإنارة، وحواجز الأمان، والشواخص المرورية، مؤكداً أن هذه الاعتداءات تُكبد خزينة الدولة خسائر سنوية تفوق 3 ملايين دينار، إلى جانب كلف وقائية إضافية تصل إلى مليون ونصف دينار.
لكن هذه التصريحات قوبلت بردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر المواطنون أن هذه الأرقام مبالغ فيها وغير واقعية، متسائلين عن مدى دقتها في ظل غياب الصيانة الحقيقية لشوارع المملكة وافتقارها لأساسيات السلامة العامة.
وأشار مواطنون إلى أن معظم الشوارع، خاصة في مناطق البادية الشمالية والشرقية، تعاني من الحفر والمطبات العشوائية التي تُقام دون أي اعتبارات فنية أو هندسية. وأضاف آخرون: "في شوارعنا المطبات تحولت لجبال، والمناهل إما بارزة فوق الأسفلت أو غائرة تحصد أرواح المركبات، فأين تذهب ملايين الصيانة؟"
ولفت البعض إلى أن طرقاً رئيسية مثل طريق الأزرق – الصفاوي تعرضت لسرقة حواجز الحماية والشواخص التحذيرية بالكامل، دون أن يتم الإعلان عن ضبط أي من الفاعلين، مؤكدين أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الرقابة الفعلية، وليس فقط في الاعتداءات.
وطالب المواطنون الحكومة بضرورة معالجة جذور المشكلة من خلال تحسين البنية التحتية، وتأمين صيانة مستمرة للشوارع، ومعالجة الحفر والمطبات، وتحديث الشواخص المرورية بشكل دوري، إلى جانب استغلال المساحات الفارغة وتحويلها لمواقف نظامية تساهم في الحد من الازدحامات والفوضى المرورية.
كما دعوا إلى استخدام تقنيات الطاقة الشمسية لإنارة الطرق الحيوية، خاصة الطريق الصحراوي، وتكثيف استخدام كاميرات المراقبة لرصد الاعتداءات ومنعها، بدلاً من الاكتفاء برصد المخالفات المرورية فقط.
واختتم المواطنون مطالبهم بمناشدة الحكومة تخفيض "الأرقام الفلكية" التي تُطرح عند الحديث عن الخسائر، والتركيز بدلاً من ذلك على تحسين الخدمات الأساسية، قائلين: "أصلحوا شوارعنا أولاً، ثم حاسبوا المعتدين، ولا تجعلوا الأرقام وسيلة لتبرير الإخفاقات!"