إبراهيم شير لـ"أخبار اليوم": سوريا تقترب من التطبيع مع إسرائيل مقابل رفع العقوبات والاعتراف الدولي

mainThumb
إبراهيم شير لـ"أخبار اليوم": سوريا تقترب من التطبيع مع إسرائيل مقابل رفع العقوبات والاعتراف الدولي

04-06-2025 06:36 PM

printIcon

أخبار اليوم - دمشق - صفوت الحنيني - كشف الصحفي السياسي السوري إبراهيم شير في حديث خاص لـ"أخبار اليوم" أن الولايات المتحدة الأميركية وضعت خمسة شروط رئيسية لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، أبرزها الانخراط في مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيراً إلى أن النظام السوري يسير في هذا الاتجاه بقوة، في سبيل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية أبرزها الاعتراف الدولي وعودة الاستثمارات.

وأشار شير إلى أن التطبيع لا يقتصر فقط على البعد الدبلوماسي، بل يشمل كذلك رفع العقوبات الدولية وجلب الاعتراف الدولي بالنظام الحالي، مؤكداً أن الولايات المتحدة هي من يقود هذا المسار بشكل فعلي. وأضاف أن التطبيع مع إسرائيل ما زالت شروطه وبنوده غير واضحة، خاصة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، في الجنوب السوري وتحديداً في القنيطرة ودرعا.

وتساءل شير حول ما إذا كان هذا التطبيع سيكون غير متكافئ، على غرار النموذج الذي شهدته شبه جزيرة سيناء، حيث يُفرض على طرف قيود عسكرية بينما يُترك للطرف الآخر حرية التحرك العسكري. وأشار إلى أن لقاءات جرت في نيويورك والرياض قد تكون مؤشرات مباشرة على انطلاق مسار التطبيع، وأنها لن تتم دون موافقة إسرائيلية وأميركية.

وتابع شير حديثه بالتأكيد على أن أي اتفاق تطبيع يجب أن يخضع لتصويت شعبي، إلا أنه أبدى تشكيكه في نية القيادة الحالية الرجوع إلى الشارع أو طرح مثل هذا الملف للنقاش العام، مرجحاً أن يتم فرض القرار من الجهات الحاكمة دون العودة إلى إرادة الشعب.

واعتبر شير أن المرحلة الأخطر هي ما بعد التطبيع، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعلمان جيداً أن تدجين الشعب السوري على فكرة العلاقة الطبيعية مع إسرائيل أمر صعب للغاية، خاصة بعد الدماء التي سالت في غزة. وأضاف أن هناك تناقضاً في موقف القيادة السورية الجديدة، إذ لم يصدر عنها أي موقف رسمي حيال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، على الرغم من أن بعض رموزها، مثل أحمد الشرع (المعروف سابقاً باسم محمد الجولاني)، كانوا يرفعون شعارات المقاومة قبل وصولهم إلى السلطة.

وأنهى شير حديثه بطرح تساؤلات حول أولويات القيادة السورية الجديدة، وما إذا كانت تسعى فقط للبقاء في الحكم دون اعتبار للمبادئ التي رفعتها سابقاً، مشيراً إلى موقف بعض الحركات الإسلامية، مثل حركة حماس، التي دعمت سقوط النظام السابق، وقال: "ماذا ستكون ردة فعل القيادة الحالية على هذا الموقف؟ وهل سيتم التعامل مع التطبيع بنفس النمط الذي شهدناه في دول أخرى مثل مصر، دون أن يجني الشعب أي فوائد حقيقية؟"