الصباريني لـ "أخبار اليوم " : التلبّس بالجن وهمٌ خطير وحالاته تستدعي العلاج النفسي لا الضرب والاعتداء

mainThumb
الصباريني لـ "أخبار اليوم " : التلبّس بالجن وهمٌ خطير وحالاته تستدعي العلاج النفسي لا الضرب والاعتداء

06-07-2025 06:53 PM

printIcon

عمّان - أخبار اليوم - صفوت الحنيني

قال الخبير الاجتماعي حسن الصباريني، في حديثه لـ«أخبار اليوم»، إن ظاهرة ضرب المرضى بحجة «إخراج الجن» هي سلوكيات خاطئة وخطيرة تكرّرت كثيراً رغم مخالفتها للشرع والعقل معاً، مؤكداً أن كبار العلماء حسموا الجدل في هذه المسألة منذ قرون.

وأوضح الصباريني أنّ الإمام الشافعي -رحمه الله- بيّن بوضوح أن «التلبّس بالجن» ليس من المعتقدات الصحيحة، ومن يؤمن بذلك «لا تُقبل شهادته»، مضيفاً أنّ النصوص الشرعية من القرآن والسنة لم تثبت هذه المسألة على الإطلاق، وإنما وردت تأويلات فُهِمت بشكل مغلوط، رغم أن الأصل في القرآن الكريم هو إثبات وجود عالم الجن كعالم غيبي منفصل عن البشر ولا يتداخل معهم جسدياً.

وبيّن الصباريني أن ما يحصل من إيذاء بدني، ووفيات في بعض الحالات بسبب الضرب المبرح، هو أمر مرفوض شرعاً وإنسانياً وقانونياً، مشيراً إلى أنّ بعض من يدّعون علاج التلبّس هم في الحقيقة دجّالون ومشعوذون، يستخدمون جهل الناس لتحقيق مكاسب، وأحياناً تحدث اعتداءات خطيرة خاصة على النساء والفتيات.

وأكد أن الكثير من الحالات التي يدّعى فيها «دخول الجن» هي في حقيقتها اضطرابات نفسية تحتاج لتشخيص طبيب مختص وعلاج نفسي مناسب، كالانفصام أو الوساوس أو الأوهام، داعياً إلى إحالة مثل هذه الحالات فوراً إلى الطب النفسي بدلاً من اللجوء إلى الضرب أو الدجل.

وأضاف أنّ علاج أي حالة مرضية ينبغي أن يكون عبر طبيب أو معالج مرخص وفق أسس علمية دقيقة، وأن المجتمع بحاجة إلى نشر الوعي لحماية الناس من الدجّالين والمشعوذين الذين يستغلّون هذه المعتقدات، مطالباً الجهات المختصة بمتابعة من يمارس هذه الأفعال ومحاسبتهم بموجب القانون حمايةً للأبرياء.

وختم الصباريني حديثه بالتأكيد على أنّ «العقل والشرع يلتقيان» في ضرورة علاج هذه الحالات بطرق علمية حديثة، بعيداً عن أوهام التلبّس، وأن كرامة الإنسان واحترام النصوص الشرعية تفرض علينا رفض مثل هذه الممارسات المؤذية والخطيرة.